وفي رحاب هدي الحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن والاه،
لن أتحدثن عن الزوج وعن حقوقه الظاهرة المعروفة
لكنني أودأن أتطرق إلى بعض اللمسات الخفية التي هي في غاية الأهمية،
أولاً: حسن الخلق:
أن النجاح والاستمرار، والسكن والاستقرار، وهدوء النفس وراحة البال، وراءه زوجة صالحة تقية
عرفت كيف تسعد زوجها،
( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ).
ثانياً: الرضا بما قسم الله جل وعلا،
فإن الرضا بما قسم الله كنز ثمين يجعل من بيت الزوجية جنة ولو كان فقيراً،
فإن رأى الزوج زوجته راضية بما قسم الله لها لا تتضجر ولا تتسخط على قدر الله، ولا تشكو زوجها لأهلها بل تستر عليه عيبه، وتعيش في أمن وأمان، ورضاً واطمئنان.
يسعد قلبه، وينشرح صدره، ويعيش في غاية السعادة والطمأنينة مع هذه الزوجة
( ليس الغنى عن كثرة العرض -أي عن كثرة المال- ولكن الغنى غنى النفس ).
( قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً، وقنّعه الله بما آتاه )
ثالثاً: الوفاء:
فالوفاء خلق جميل، وكنز ثمين، فالأيام دول،
فكم من غني أصبح فقيراً؟
وكم من عزيز أصبح ذليلاً؟
وكم من قوي أصبح ضعيفاً؟!
فالزوج قد تنزل به المحن والمصائب،
وهنا يظهر معدن الزوجة الصالحة الوفية التي تقف إلى جوار زوجها في كل ضيق ومصيبة، وتخفي عيوب الزوج وتستر ذنوبه، ولا تنسى أيام الغنى، وأيام القوة والصحة والسعة،
وتردد دوماً
قول الله جل وعلا: { وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }
[البقرة:237]،
وتنظر إلى زوجها نظرة رحمة وأدب، ونظرة حنان وتواضع، وهي تقول له: أبشر أيها الزوج الحبيب! أنا لا أنسى أنك فعلت كذا وكذا وقدمت لي كذا وكذا ثم تذكره
بقول ربها: { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ }
[الرحمن:60].
ما أحلى الوفاء!
وما أقبح الجحود!
وما أقبح المرأة الجاحدة! التي تجحد فضل زوجها وكرمه!!
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء،
قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: لكفرهن، قالوا: أيكفرن بالله؟
قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ورأت منك شيئاً
قالت: ما رأيت منك خيراً قط ).
فيجب على الزوجة المسلمة وجوباً أن تمتثل أمر الزوج، وأن تقف عند الحدود التي حدها لها زوجها، من كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم.
ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد و الطبراني و البزار من حديث أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ).
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته؛ فبات غضبان عليها، باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح ).
بأن امتناع المرأة عن فراش زوجها إن دعاها إلى ذلك بغير عذر شرعي وبغير سبب صحي كبيرة من أعظم الكبائر، فلتتق الله الزوجة الصالحة.
ففي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جميل يحب الجمال ).
ومما لا شك فيه أن مما يؤثر في قلب الزوج:
أن يرى الزوج امرأته في كل لحظة جميلة طيبة نظيفة،
لاسيما ونحن نعيش الآن زماناً كثرت فيه الفتن:
فتن المتبرجات! فتن الكاسيات! فتن العاريات!
وإليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه
قلت: ( يا رسول الله! أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟!
قال: زوجها، قالت: وأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: أمه ).
سابعاً:الاهتمام بنظافة وجمال البيت:
ثامناً: الاهتمام بتربية الأولاد:
- أيتها الحبيبات!
وقدمت لها تلك الوصية الغالية،
إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها معونة للعاقل، وتنبيه للغافل.
أي بنية! لو أن امرأة استغنت عن زوجها لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، لكنت أغنى الناس عن زوجك، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.
أما الأولى والثانية:
فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:
فالتفقد لمواطن عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:
فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالإرعاء لماله وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير، وفي العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة:
فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره،
وإياك والكآبة بين يديه إن كان فرحاً!
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مكتئباً
0 تعليقات